الخيانة الزوجيَّة أمر خطير ليس من السهل ترميم العلاقات بعدها، وقد تجتهد بعض الزيجات، وأحياناً تنجح في بناء الثِّقة التي فقدت لمنع تفكك الأسرة وتشتت الأولاد.
» التقت باستشاري العلاقات وتطوير الأسرة بمركز آكت، والمحاضر بجامعة عفت قسم علم النفس، خالد فؤاد سندي، ليقدَّم لنا كيفيَّة بناء الثقة بعد الخيانة الزوجيَّة وإعادة الحياة لسابق عهدها.
بداية يقول خالد تعرف الخيانة الزوجيَّة بأنَّها دخول أحد الشريكين في علاقة غير شرعيَّة ولا قانونيَّة مع شريك خارج العلاقة الزوجيَّة بصورة واعية للحصول على الاحتياجات العاطفيَّة والحميمة، وليس الجانب الجنسي فقط كما يتبادر إلى ذهن كثير من الأزواج، خاصة الذكور، وتدل الخيانة الزوجيَّة على وجود خلل ما، إما في العلاقة الزوجيَّة أو في الفرد ذاته، وعليه فإنَّ الخيانة الزوجيَّة تعدُّ عارضاً من عوارض المرض وليست هي المرض بحدِّ ذاته.
• أسباب الخيانة الزوجيَّة:
أولاً: أسباب فرديَّة «خاصة بالفرد» مثل جنس الشخص وشخصيته، وبعض الأمراض النفسيَّة، والرجال أكثر جرأة للقيام بالخيانة الزوجيَّة من السيدات، وبعض الشخصيات الضعيفة التي يسهل التأثير عليها فتكون عادة عرضة للاستغلال للدخول في علاقة غير شرعيَّة، أو يكون الشخص مصاباً بمرض ثاني القطب، مرض نفسي يدفع الفرد لممارسة علاقات حميمة متعدِّدة.
ثانياً: سوء وعدم إشباع العلاقة الزوجيَّة لأحد الشريكين، سواء على المستوى العاطفي أو الحميم ما يدفع هذا الشريك مع الوقت للبحث عن شريك مناسب خارج العلاقة الزوجيَّة.
ثالثاً: سبب بيئي، يعني وجود الشريك في بيئة تساعد أو تحفز الخيانة الزوجيَّة كأماكن الدعارة، وتعاطي المسكرات والمخدرات.
كيف يمكن للطرفين بناء الثقة بعد الخيانة الزوجيَّة؟
• أولاً على الشريك الذي قام بالخيانة الزوجيَّة عمل ما يلي:
ـ الاعتراف التام لشريكه بما قام به، وعدم محاولة تبرير ما قام به، أو إلقاء اللوم على الطرف الآخر.
ـ تقديم رسالة اعتذار مكتوبة عن الخطأ الذي قام به، عن التسبب بألم وجرح لمشاعر شريكه، وعن خيانته للثقة التي كانت بينهما، ثم التعهد بالثقة والصدق والإخلاص فيما بقي.
ـ قطع العلاقة مع الطرف الخارجي بصورة كاملة ومباشرة.
ـ قطع العلاقة مع الطرف الخارجي بصورة كاملة ومباشرة.
• ثانياً على الشريك الذي تمت خيانته:
ـ التفكير والتحليل العميق في الأخطاء التي وقع فيها، ودوره في دفع شريكه للبحث عن علاقة خارجيَّة وتصحيح هذه الأخطاء.
ـ التعبير بصورة كاملة وإيجابية عن المشاعر السلبية المسيطرة عليه أو عليها.
ـ المغفرة الحقيقيَّة ومسامحة الذات والشريك على الخطأ الذي حدث والمضي قدماً في الحياة.
• ثالثاً على الشريكين معاً:
ـ التحاور يومياً وبصورة مستمرة لمدَّة ساعة حول ما حدث، وكيف حدث، ولماذا حدث؛ للوصول لفهم أعمق عن ذاته وإزالة سلبيات ما حدث.
ـ التعبير الصريح والمباشر عن احتياجات كل طرف من الآخر وعدم الخجل من السؤال.
ـ وضع قوانين جديدة للعلاقة الزوجيَّة بما يضمن عدم تكرار أخطاء الماضي.
ـ اللجوء للمساعدة المتخصصة من قبل الاستشاريين الأسريين إن لزم الأمر.
المصدر : العرب اليوم – صحة وتغذية