توفي ,الإثنين في سياتل، بول ألين، عن عمر يناهز 65 عامًا، وهو المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، التي ساعدت في اندلاع ثورة الحوسبة الشخصية، وقد أمر بنقل ثروته الهائلة إلى وجهة ثقافية، وقالت عائلته في بيان إن سبب الوفاة هو مضاعفات لمرض السرطان، حيث كان يعاني من سرطان الغدد اللمفاوية.
قدّم آلين العديد من المساهمات للتكنولوجيا والمؤسسات الخيرية، وربما بعض المجالات الأخرى التي لا نعلم عنها شيئا، كان هو المحفز الرئيسي لصديقه، وبفضله تمكنا من تأسيس الشركة الرائدة في عالم التكنولوجيا مايكروسوفت.
وكشف ألين في مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، أنه يعاني من هذا السرطان الذي يصيب الغدد اللمفاوية، والذي سبق أن عولج منه عام 2009، قبل أن يعاود المرض انتشاره مؤخرًا، وأعرب له الأطباء عن تفاؤلهم.
وكان ألين مستثمرًا ورائدًا ومبادرا للأعمال الخيرية أثر في العديد من جوانب الحياة العصرية، من التكنولوجيا والعلوم إلى الرياضة والموسيقى، وأسس ألين، الذي يعتبر من أثرياء العالم، شركة مايكروسوفت مع صديق طفولته بيل غيتس، عام 1975، لكنه انسحب من هذه الشراكة، عام 1983، بعد إصابته بسرطان في الدم.
شارك في مجالات عدة
وغادر مايكروسوفت عام 1983 لتأسيس شركة الاستثمار هذه التي تتخذ في سياتل مقرًا لها وتتولى إدارة أصول في مجالات الثقافة والعقارات والإعلام والرياضة.
وقدرت ثروته مساء الإثنين بنحو 20,3 مليار دولار، وهو يملك فريق “سياتل سيهوكس” لكرة القدم الأميركية.
أول اختراع لمايكروسوفت
وكان أول منتج لمايكروسوفت نسخة مضغوطة للغاية من لغة البرمجة الأساسية، تم تصميمها لتناسب تلك الآلات التي لا تحتاج إلى قوة، ومع ذلك، جاءت الخطوة الكبيرة للشركة عندما وعدت شركة IBM العملاقة للكمبيوتر بأنها ستوفر برنامج نظام التشغيل لدخول شركة IBM في أعمال الكمبيوتر الشخصي، ولكن التزم السيد غيتس و ألين بتزويد هذا البرنامج في عام 1980.
وكان هذا المنتج يسمى”MS-DOS”، وقد كان نقطة تحوّل بالنسبة للشركة، والتي سوف تظهر بعد ذلك بنظام”ويندوز” لتشغيل الحاسب الآلي، والذي يتمتع بشعبية هائلة، وحينها قال ساتايا ناديلا، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسفت، في بيان عن السيد ألين”لقد قام بطريقته الهادئة والمستمرة، بخلق منتجات وخبرات ومؤسسات سحرية، وفي قيامه بذلك غير العالم”.
وبدأ ألين شراكته مع غيتس، حينا كانا مراهقين يذهبان إلى مدرسة ليكسايد في سياتل، عملا سويًا في إطار ما يسمى نظام حاسوب تقاسم الوقت، ومن ثم تمكن ألين من الانتقال إلى جامعة ولاية واشنطن، وبعد عامين، تركها للعمل كمبرمج لشركة عانيويل في بوسطن، أما غيتس، ألتحق بجامعة هارفرد.
غيتس ينعي صديقه
وقدّم ألين، حاسوب صغير ظهر على غلاف مجلة “Popular Electronics”، وبعد هذا الإنجاز، أقنع غيتس من الانسحاب من جامعة هارفرد والانتقال إلى بوكريك، حيث تأسيس شرركة باسك “MITS”، وهناك تم تصميم أول جهاز حاسب آلي شخصي، ولكنه كان يفتقر إلى البرمجيات، ولكن الرجلان وعدا بحل المشكلة.
وقال غيتس في بيان, الإثنين، ينعي صديقه، ” منذ أيامنا المبكرة معًا في مدرسة ليكسايد، ومن خلال شراكتنا في إنشاء مايكروسوفت، إلى بعض مشاريعنا الخيرية المشتركة على مر السنين، كان بول شريكا حقيقيا وصديقا حميما. بدونه لم تكن الحوسبة الشخصية موجودة الآن”.
أعمال ومساهمات خيرية عدة
وتبرّع ألين بأكثر من 2 مليار دولار إلى مجموعات غير ربحية مكرسة للنهوض بالعلوم والتكنولوجيا والتعليم والبيئة والفنون، ومن بين منظمات البحث العلمي التي مولها معهد ألين لعلم الدماغ في عام 2003، ومعهد ألن للذكاء الاصطناعي في العام 2014.
ولد بول جاردنر ألين، في سياتل في 21 يناير/ كانون الثاني 1953، إلى والديه كينيث وإدنا فاي ألين، كان والده أمين مكتبة، والدته معلمة، وعاش مع شقيقته، جودي ألين.
وقبل ثلاث سنوات، بمناسبة ذكرى مرور 40 عاما على إنشاء شركة مايكروسف، نشر السيد ألين، تغريدة على موقع تويتر، تحتوي على بعض الشفرات الخاصة بأول منتج برمجيات للشركة، قال: “حقوق الطبع والنشر لعام 1975 من قبل بيل غيتس وبول ألين”، مضيفا:”من الغريب أن ننظر إلى أجزاء من الشفرة التي كتبتها منذ أربعين عاما، ولكن أعتقد أن هذا قاد إلى مكانة مايكروسوفت اليوم”، يبدو أنه كتب ذلك والدهشة تسيطر عليه.
المصدر : العرب اليوم – علوم وتكنولوجيا