تسعى السعودية إلى إبرام صفقات تسلح مع أكبر شركات إنتاج السلاح في جنوب أفريقيا وحتى شراء حصص في شركة “دينيل” الدفاعية الحكومية، وأيضا استيراد تكنولوجيا الدفاع لتوطين الصناعات العسكرية المحلية في المملكة، وفقًا لما أعلنت الشركة السعودية للصناعات العسكرية.
وأعلن الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات العسكرية أن المملكة تُجري محادثات مع أكبر شركات إنتاج السلاح في جنوب أفريقيا وتدرس شراء حصَّة في شركة “دينيل” الدفاعية الحكومية التي تواجه متاعب.
وتوقع أندرياس شوير الرئيس التنفيذي للشركة التابعة للحكومة السعودية، أن يتم استكمال اتفاقات الشراكة الأولى مع شركات في جنوب أفريقيا بحلول نهاية العام، لكنه لم يحدد الشركاء، وقال شوير في مقابلة الأربعاء “لإيضاح الأمر، نحن نجري مناقشات مع كل الشركات الجنوب أفريقية الكبرى، ليس فقط باراماونت، وليس فقط دينيل”.
وأكدت إدارة المشروعات العامة في جنوب أفريقيا التي تشرف على شركة “دينيل” بأن المحادثات جارية مع الشركة السعودية، لكنها قالت إن من السابق لأوانه الحديث عن تفاصيل أي ترتيبات لاتفاق شراكة محتمل.
وكانت “باراماونت جروب” الجنوب أفريقية ذات الملكية الخاصة أعلنت أنها تجري بالفعل محادثات مع السلطات السعودية، ولعبت صناعة الدفاع في جنوب أفريقيا دورًا كبيرًا في إنعاش اقتصاد البلاد في وقت من الأوقات لكنها عانت في الآونة الأخيرة من تأثير خفض الإنفاق الدفاعي على المستوى العالمي وضعف السوق المحلي.
وتحتل السعودية المرتبة الثالثة في الإنفاق الدفاعي على الصعيد العالمي بعد الولايات المتحدة والصين، حيث بلغ حجم ميزانيتها الدفاعية في 2017 نحو70 مليار دولار. وتشن المملكة منذ2015 حربا دامية وتقود تحالفا عسكريا عربيا ضد جماعة الحوثي في اليمن، دعما للحكومة اليمينة المعترف بها دوليًا.
وتستورد الرياض معظم عتادها العسكري من الخارج بسبب ضعف طاقتها الإنتاجية، لكن الحكومة الحالية تسعى حاليا إلى تطوير صناعتها الدفاعية بهدف إنتاج نصف احتياجاتها بحلول 2030.
وقال شوير “إن الشركة السعودية للصناعات العسكرية تسعى إلى الانتهاء من جميع شراكاتها الخارجية بحلول نهاية العام المقبل”، وتابع “نجري مناقشات مع حكومة جنوب أفريقيا لتحديد فرص إقامة شراكات إستراتيجية يمكن أن تشمل استثمارا ماليا من جانبنا في دينيل .لم يتقرر ذلك بعد، لكنه أحد الخيارات”.
وصرَّح الرئيس التنفيذي “للشركة السعودية للصناعات العسكرية”، أيضًا “نأمل أن تتوفر لنا التكنولوجيا التي لديهم، عليهم أن يلتزموا بنقل التكنولوجيا التي بحوزتهم إلى السعودية، وأن نبني معا بقدراتنا المحلية، ليس في مجال التصنيع فحسب وإنما الهندسة أيضا”، مضيفًا أن تلك الشروط ذاتها ستنطبق على جميع شركاء الشركة السعودية، وفي المقابل ستقدم لهم المملكة معاملة تفضيلية في سوقها أو وصولا حصريا إلى ذلك السوق.
وزار رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا السعودية في تموز/يوليو تموز وأعلن بعد ذلك أن الحكومة السعودية تعهدت باستثمار عشرة مليارات دولار في جنوب أفريقيا.
وقال المتحدث باسم إدارة المشروعات العامة أدريان لاكاي “إن هناك مناقشات بين الشركة الدفاعية السعودية وعدة كيانات حكومية بشأن اهتمام السعودية بالتكنولوجيا الدفاعية”. وتابع “لكن في هذه المرحلة سيكون من السابق لأوانه ومن قبيل التكهن أن تحاول إدارة المشروعات العامة تقديم تفاصيل عن أي معاملات محددة”.
وأشار الرئيس التنفيذي “للشركة السعودية للصناعات العسكرية” إلى أنه “في البداية سنضخ الكثير من الطاقة الإضافية في جنوب أفريقيا لنوسع القدرات والطاقات من أجل أن نخدم احتياجاتنا، وشيئا فشيئا سنبني قدرات هنا في المملكة”.
وأفاد بأنه على الرغم من أن السعوديين يسعون للتوصل إلى شراكة لبناء صناعتهم المحلية، فستكون النتيجة النهائية بالنسبة لجنوب أفريقيا صناعة دفاع أكبر بكثير.
المصدر : العرب اليوم – إقتصاد