تستمر أبحاث العلماء والأطباء بشكل يومي لتوفير عقاقير وعلاجات تسهّل على الإنسان التخلص من الأمراض، وبخاصة لعلاج مرض السرطان الذي حتى الآن يصعب اكتشاف علاج له، لكن يعتقد العلماء بأن نوعا من الخلايا المناعية يمكن إنتاجها بكميات كبيرة لمحاربة السرطان في العلاجات المناعية الحديثة، إذ يدّعي باحثوت في إمبريال كوليدج لندن أن هذا التقدم المفاجأ في المعرفة يمكن أن يخلق جيلا جديدا من علاجات السرطان.
نجا 90% من الفئران والقوارض
وتكلّف العلاجات الرائدة التي تنطوي على إعادة برمجة الخلايا المناعية الحيوية لقتل السرطان نحو 300 ألف جنيه إسترليني لكل مريض، لأنها مصممة خصيصا لكل حالة، لكن هذا الاكتشاف يمكن تطبيقه على المرضى متشابهي الحالات، مما يقلل تكاليف العلاج إلى نحو 30 ألف جنيه إسترليني.
وأنشأ العلماء بقيادة البروفيسور أناستاسيوس كاراديميتريس، نسخة معدلة وراثيا من الخلايا التائية الطبيعية القاتلة، تسمى CAR19-iNKT، في اختبارات على الفئران، قضت الخلايا المناعية على جميع الخلايا السرطانية في 60% من الفئران، ونجا نحو 90% من القوارض على المدى الطويل.
ويدرس الباحثون من وراء الدراسة إجراء التجارب على الإنسان. من جانبه، قال البروفيسور كاراديميتريس إن هذه النتائج تشير إلى أن الخلية المناعية “المهندسة” لتكون “فائقة الشحن” تعد بمثابة علاج جديد للسرطان، وسمي العلاج CAR-T “واحدة من العلاجات الجديدة الواعدة لورم الغدد اللمفاوية وسرطان الدم”.
حتى الآن لا يناسب جميع المرضى
ويتضمن هذا العلاج عملية إزالة نوع من الخلايا المناعية من دم المريض وإعادة برمجته في مختبر لاستهداف السرطان، لتتضاعف هذه الخلية الجديدة المعدلة في المختبر، ويتم وضع عدد كبير من هذه الخلايا المقاومة للسرطان مرة أخرى في المريض.
وأظهرت التجارب أن نصف المرضى يدخلون في حالة هدوء بعد تناول العلاج، لكن العلاج لا ينجح على الجميع إذ عانى بعض المرضى في التجارب الطبية من آثار جانبية مميتة، بما في ذلك تراكم المياه على الدماغ.
وقال البروفيسور كاراديميتريس: “الباحثون والأطباء في مجال السرطان متحمسون جدا بشأن هذا العلاج”، مضيفا: “وهذا يعني أنه بدلا من التحدث إلى المرضى بشأن أحد المستشفيات، يمكننا أن نقدم لهم علاجا يحظى بفرصة جيدة للعمل”.
ويستخدم العلماء نوعا من الخلايا المناعية تسمى الخلايا التائية “T-cell” وهي خلايا مناعية مهمة، لإنشاء علاجات CAR-T.
استخدام أنواع مختلفة من الخلايا المناعية
واستخدم الباحثون في الدراسة الجديدة، نوعا مختلفا إلى حد ما من الخلايا المناعية يسمى “iNKT” والتي لا تحتاج إلى أن تتم مطابقتها مع المريض، ورغم أن هذه الخلايا أكثر ندرة في الجسم وجد الباحثون أن CAR19-iNKT أكثر فعالية من CAR-T في القضاء على الخلايا السرطانية، وما يقرب من 90% من الفئران المصابة بالورم اللمفاوي المعالج بـCAR19-iNKT نجت على المدى الطويل، مقارنة بنسبة 60% من الفئران مع خلايا CAR-T.
وفوجئ الباحثون لرؤية الخلايا المعدلة وراثيا والتي يمكن أن تنتقل إلى الدماغ، وكذلك معالجة الأورام الكبيرة.
ترحيب كبير بالنتائج
وقال العلماء إن هذا يزيد من إمكانية استخدام التكنولوجيا يوما ما لعلاج أورام المخ، بالإضافة إلى سرطانات أخرى مثل البروستاتا والمبيض.
ورحّب الدكتور ألاسدير رانكين، مدير الأبحاث في جمعية أبحاث سرطان الدم الخيرية، التي مولت الدراسة بالنتائج، قائلا: “العلاجات الحالية CAR-T المعتمدة للاستخدام فعالة لكثير من المرضى، لكن لا يستجيب كل شخص لهذه العلاجات وهي مكلفة للغاية، ورغم أن هذه الأبحاث الواعدة في المراحل المبكرة لكنها ترسم صورة مثيرة لما يمكن أن يبدو عليه مستقبل هذا العلاج”.
وأضاف الباحثون أنهم لا يستطيعون التنبؤ بالآثار الجانبية المحتملة لـCAR19-iNKT على البشر، وأنه يجب إجراء المزيد من التحريات.
المصدر : العرب اليوم – أخبار