بناء شبكة اجتماعية جديدة من الصفر يعتبر مغامرة كبيرة جدًا في ظل تشبع السوق وقوة المنافسة. لكن عندما تكون في السعودية وتعلم تمامًا بأن السعوديين هم الأنشط على كافة الشبكات الاجتماعية العالمية. سيكون الأمر مغري لك جدًا.
تحتل السعودية المرتبة الأولى عالميًا بحسب عدد المستخدمين الذين يشاهدون الفيديو عبر الإنترنت من بنسبة انتشار 95٪ بين السكان، كما تحتل المرتبة الأولى في الوصول إلى الفيديو اليومي عبر الإنترنت. ومن حيث عدد مستخدمي موقع تويتر تقع السعودية في المرتبة الرابعة عالميًا بـ 13.8 مليون مستخدم. وبحسب سناب شات يوجد 13.1 مليون مستخدم للتطبيق في السعودية والتي تعد الأكثر استخدامًا للتطبيق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
هنا يتبادر لذهنك سؤال لماذا لم يخرج من السعودية شبكة اجتماعية على الرغم من كثافة الاستخدام؟
هذا أحد الأسباب التي قادت المبرمج محمد المشيقح إلى إطلاق الشبكة الاجتماعية بينلينس “Penlens”
في 2017 والتي اجتذبت 120 ألف مستخدم من 65 دولة حتى الآن. قاموا بنشر 25 ألف مقال في مختلف المجالات من سياحة، وعلوم، وتنمية ذاتية، وتقنية، وصحة.
هنالك طريقتين لكتابة المحتوى في الشبكة هي التدوينة المصغرة، وطريقة المقالة المطولة. والتي تمكن المستخدم من كتابة يومياته ضمن مساحة أكبر. وتقدم الشبكة ميزات إضافية للمستخدم مثل تحليلات لعدد القراء الأسبوعي لمقالات المستخدم، وعدد المتابعين، وعدد التعليقات. مع تحليل يبين مدى شعبية المستخدم بين جميع الكتاب على المنصة.
يعمل التطبيق على أندرويد، و iOS. ويمكن التسجيل فيه من خلال حسابك على تويتر أو فيسبوك. ويمنحك خيار مشاركة مقالاتك على واتساب أو تويتر. اللغة الافتراضية في الشبكة هي اللغة الإنجليزية، مع امكانية إضافة اللغة العربية.
وعن تشبيك المستخدمين مع بعضهم البعض “كل ما قمت بالكتابة أكثر قام النظام باقتراحك للمستخدمين حتى يتابعوك”.
وتعطي الشبكة فترة بقاء أطول لمنشورات المستخدم مقارنة مع عمر المنشور في تويتر، “تغريدتك مها كانت قوية سوف تتحول إلى الأرشيف خلال دقائق، وهذا لا يحدث في بينلينس”.
هل حان الوقت لعودة التدوين؟
تعمل في المنطقة العربية عدة مواقع تساعد على الكتابة والنشر بعضها يعمد على توظيف كتّاب مثل منشور وبعضها الآخر يتيح للجميع بناء صفحته الخاصة والبدء بالكتابة مثل اكتب، مقال كلاود.
إلا أن المشيقح كان منجذب نحو موقع ميديم “Medium” “لم أجد محتوى عربي هناك، لم تصل للعرب” ثم حاول تبني الفكرة لحد ما، مع إعطاء الحرية والسرعة للمستخدم والقارئ. الكتابة المطولة أصبحت عصِيّة على المستخدم العادي الذي أدمن كتابة التغريدات القصيرة على تويتر. لذى حاولت بينلينس إعطاء كلا الخيارين للمستخدم، هنالك التدوينة الطويلة، والتدوينة القصيرة.
“لن نقوم بتوظيف كتاب، لسنا مجلة على الويب”. يؤكد المشيقح أن بينلينس تم تصميمها حتى يكون بستطاعة كل شخص الكتابة عن اهتماماته أو يومياته.
يتذكر المشيقح الفترة الممتدة من 2005 وحتى 2007 والتي كانت توصف بفترة مجد المدونات والتدوين الشخصي في الوطن العربي، “كان المفكرين والهواة يكتبون”. إلا أن الوضع تغير بحسب رأية “عندما تبحث في قوقل الآن اختفت نتائج البحث العربية الفريدة، لم يعد هناك نتائج جيدة. على الأقل في تلك الفترة كانت هناك تجارب ثرية”
وهذا ما سيعمل عليه في المراحل المقبلة “سوف نقوم باستهداف المدونين، وجعل المنصة مصدر ربح لهم”
أين صناديق رأس المال المغامر؟
عندما شارك في النسخة العربية من برنامج شارك تانك “Shark Tank”، كان بهدف التجربة والتعريف بالموقع وقياس تأثيره “كنت واثق بأني لن أحصل على استثمار” لكن المشيقح كان يبحث عن تحقيق أهداف أخرى. مع إيمانه الكامل بأن الاستثمار في الشبكات الاجتماعية عالي المخاطرة “تحدي وخطورة عالية” بسبب شدة المنافسة العالمية وانصراف المستخدم نحو الشبكات الاجتماعية العالمية.
“ينقصنا ثقافة صناديق رأس المال المغامر”، عند تقييم شبكة اجتماعية يكون السؤال الصحيح هو “كم عدد المستخدمين وليس كم الدخل”. التقييم يتم بناءً على حسب عدد المستخدمين والذين يُعبرعنهم كأصول للشبكة. “لم يكونوا مُدركين لذلك”.
يعمل المشيقح لوحدة على تطوير بينلينس التي أكملت عامها الأول. “المستخدمين هنا اعتادوا على شبكات مثل تويتر، سناب شات، انستقرام. عندما تقوم بإخراجه من هذه البيئة تحتاج إلى جودة أعلى. لكنني مازلت في البداية”
كما عمل على تطوير مشاريع سابقة مثل سي في ليقو “CVlego”، شاليه نت “shaleeh net”
يؤمن المشيقح بمهاراته عندما قال:”البرمجة هي صنعة المستقبل”. ولديه الثقة في نجاح الشبكة حيث أضاف:”التطبيق يكون مُعقد حتى يشتهر”.
الكاتب: سفر عياد، مهتم في مجال التقنية و الاقتصاد.
المصدر : العرب اليوم